هل حان الوقت لـ "إصلاح أو إغلاق" برامج الدكتوراه؟ رؤية مارك سي. تايلور لأزمة التعليم العالي
في مقال جريء بعنوان "إصلاح نظام الدكتوراه أو إغلاقه"، يثير مارك سي. تايلور، أستاذ ورئيس قسم الأديان بجامعة كولومبيا ومؤلف كتاب "بناء جامعتنا الجديدة" (كنوبف، 2010)، تساؤلات جوهرية حول مستقبل برامج الدكتوراه، خاصة في الولايات المتحدة. ويحذر تايلور من أن الأزمة العميقة التي تعيشها هذه البرامج تتطلب مراجعة شاملة لضمان استمراريتها وفعاليتها في القرن الحادي والعشرين.
يشير تايلور إلى أن عدد برامج الدكتوراه يفوق بكثير احتياجات سوق العمل، مما يؤدي إلى "بطالة" خريجي الدكتوراه الذين يجدون أنفسهم أمام فرص عمل أكاديمية محدودة للغاية. ويؤكد أن الاستثمار في الدكتوراه أصبح مخاطرة كبيرة دون ضمانات مهنية واضحة، حيث يضطر العديد من الخريجين إلى العمل في وظائف مؤقتة أو خارج مجال تخصصهم.
في قلب أزمة الدكتوراه، يكمن "النموذج التقليدي القديم" الذي لا يزال يهيمن على التعليم العالي. يوضح تايلور أن برامج الدكتوراه ما زالت تدرب الطلاب ليصبحوا "نسخًا طبق الأصل من أساتذتهم"، بدلاً من إعدادهم لتحديات العصر الحديث وسوق العمل المتغير الذي يتطلب مهارات متنوعة وتفكيرًا مبتكرًا. هذا النهج يحد من مرونة الخريجين ويجعلهم أقل قدرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة.
تتفاقم الأزمة بسبب الضغوط المالية المتزايدة على الجامعات، خاصة بعد الأزمة المالية عام 2008. هذا يضعف قدرتها على تمويل برامج الدكتوراه بالشكل الكافي، مما يؤثر على جودة التعليم والدعم المالي المقدم للطلاب. علاوة على ذلك، يشير تايلور إلى أن المناهج أصبحت "ضيقة جدًا ومتخصصة بشكل مفرط"، مما يحد من فرص التعاون بين التخصصات المختلفة ويقلل من قدرة الخريجين على المساهمة في حل المشكلات المعقدة التي تتطلب منظورات متعددة.
يقترح تايلور إصلاحات جذرية لمعالجة هذه الأزمة. يدعو إلى تشكيل "تحالفات بين الجامعات" لتقاسم الموارد وتقليل الازدواجية في البرامج، مما يمكن أن يوفر التكاليف ويزيد من كفاءة النظام. كما يؤكد على أهمية "دمج التكنولوجيا في التعليم"، مثل التعليم عن بعد والمؤتمرات الإلكترونية، لتوفير طرق تعلم أكثر مرونة وكفاءة، وكسر حواجز الزمان والمكان.
في النهاية، يرى تايلور أن الأمر يتطلب "إعادة تفكير شاملة في أهداف برامج الدكتوراه". يجب أن تركز هذه البرامج على تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للعمل في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية وغير الربحية، بدلاً من التركيز حصريًا على المسارات الأكاديمية التقليدية. يجب أن تكون البرامج أكثر مرونة وتنوعًا، وتشجع على الابتكار والتعاون متعدد التخصصات، لضمان أن خريجي الدكتوراه ليسوا مجرد باحثين أكاديميين، بل قادة ومبتكرين قادرين على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
المصدر: مارك سي. تايلور، "إصلاح نظام الدكتوراه أو إغلاقه"، مقال منشور في جريدة، 21 أبريل 2011.